ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

الفنان رامبرانت فان رين

الفنان رامبرانت فان رين



ينتمي الفنان العالمي رامبرانت إلي حقبة عصر الباروك إلا أنه لم يفرط في الزخرفة كما فعل البعض من أقران عصره ، وأنما أبتكر واقعا كالواقع المبتكر المحيط بالموناليزا ، غير أن ليوناردو دافينشي لم يعبث بطبيعة الإضاءة مثلا ، ولم يغير من رسمة الملمس الطبيعي للبشرة بأستخدام ضربات فرشاة قوية وخشنة،  وإنما تخير ظرف الأضاءة الأنسب للتعبير واللون الأكثر ملاءمة له ، فيما أضاف فنانو الباروك والروكوكو لذلك الواقع وحوروا فيه فصور "هيرو نيموس بوش" عام "1450-1516" كائنات لم ترها عين تعد السلف الأشد شبها والأقرب تصنيفا إلي السريالية المعاصرة .

كذلك فعل "بروجيل" في الفترة "1525-1569" ، فيما صور "جوزيبي أرتشيمبولي" وجوها خيالية تتركب من الخضروات والفواكه وأوراق الشجر والأغصان والأصداف ، لا تنتمي إلي واقع حقيقي بأي حال أو حتي لواقع مصنوع كواقع "ليوناردو" الذي مزج عناصر مختارة من الطبيعة هي الأنسب للتغير ، غير أنها لا تعد تحريفا أو تحويرا بأعتبار أنها توجد متجمعة في ظروف أخري .

●خصائص الفنان رامبرانت في أعماله

أما رامبرانت فقد وظف الضوء توظيفا بارعا فجعله ساطعا علي الوجه والثياب وجعل الظلال القوية تغيب عن بعض الملامح في الخلفية بطريقة لا تؤثر علي وضوح الشخصية وما تحمله من انفعالات ، وأبدع أبرز ملامح الصورة وضاعف من تأثير ما تحمله من أنفعالات علي وجهها وتناغمت الظلال مع بقع الضوء في إيقاع جمالي رائع غير مسبوق لدرجة يجزم بها البعض أنها الملهم الأول والأقوى للتعبيرية الألمانية السينمائية التي تمادي بعض مبدعيها الي درجة تأكيدهم الظلال في أفلامهم ذات اللونين الأبيض والأسود .

اما عن لمسات فرشاة رامبرانت التي لم يعتمد أخفائها إخفاء كليا عند الحاجة إلى نفس اللون بدرجة أنفعال عالية قد لا توفرها الملامسة المتناهية ونعومة السطوح اللونية بنفس القدر والدرجة التي تبعثها في نفس المشاهد ، لمسات الفرشاة الجريئة وضرباتها القوية المتلاحقة ، و اللوحات التي تؤكد أهتمامه بمواضيع الحياة ووجوه البشر وأنفعالاتهم والأساطير التي خلفتها الحضارات السابقة إلي جانب قصص الكتاب المقدس ، يجمعها كلها فما يلعبه الضوء من دور يبعث الحياة في الفراغ فلا يحدد العمق ببساطة وحسب ، إنما تكسب العلاقة الجدلية لبقع الضوء مع الحركة المتناغمة للظلال حياة حياة تنبض في عمق فراغ .


● لوحة تقديم الطفل يسوع إلي الهيكل 

لوحة تقديم الطفل يسوع إلي الهيكل تمثل فيها حزمة الضوء الساقطة من فتحة علوية في سقف الهيكل ضوءا مسرحيا مسلطا علي أبطال الحدث ، لا يجذب الرؤية إليهم وحسب وإنما تكسبهم شموخا يؤكد البناء الهرمي الذي تشكله عناصر اللوحة ويقع المسيح في قلبه النابض ، فيما تكاد إيماءات وحركات شخوص اللوحة أن تتحدث للمشاهد بمضمون ما يدور من حوار بينهم ، ويشكل الإيقاع المتناغم لأعمدة وأقواس الخلفية المختلفة الشدة من ناحية أضائتها وحجمها تبعا لقربها وبعدها في المنظور ، تراتيل يتغني بها المكان وكأنه يبتهل في خشوع يجلب الماضي إلي الحاضر ويمتزج الواقع بالخيال.

الفنان رامبرانت فان رين
  


● لوحة الفيلسوف المتأمل

 أما لوحة الفيلسوف المتأمل في الكتابة فيختلف فيها دور الضوء وتختلف الخلفية التي حل فيها درج أفعواني ملتوي ، يتصاعد إلي المجهول محل الأقواس الكلاسيكية المتكررة في رتابة ووقار يتناسب مع جلال الموقف في اللوحة السابقة ، فالضوء لا يبدو وكأنه هالة مصوبة علي شكل حزمة موجهه من السماء نحو شخص بعينه ، مما يوصي بالقصدية والأهتمام إنما يمرق عبر نافذة يجلس الفيلسوف بجوارها ، فتكسب ما حولها منطقا طبيعيا دنيويا وتضفي وقارا علي الرجل لا يرقي به إلي القدسية ، والظلال لا تكل أشخاصا بعينهم وكأنها تكشف وتشف عما يجول وفي ظواهرهم ، فيما يغمر الضوء غيرهم فيكللهم بالجلال والهيبة ، بل تعطي بعدا فكريا فلسفيا بما تضفية من وقار المفكريين علي الفيلسوف المسن ، يؤكده التدرج الدرامي المتصاعد للدرج الذي يلتف حول مدخل نفق مظلم فيوحي بالتراث الإنساني العلمي والفلسفي الفكري عبر التاريخ البشري الطويل المتراكم الذى ينادي بالأنسانية عن الدخول في متاهات مظلمة من التخلف والجهل ، واللوحة هي أحدي لوحات الفنان المحفوظة في متحف اللوفر بباريس .

ليست هناك تعليقات