المدرسة الكلاسيكية، "ليوناردو دافنشي".
● المدرسة الكلاسيكية The classic school:
_ في أواخر القرن الثامن عشر بدأ الفنانون عمدا بتقليد الفن الإغريقي والروماني ، حيث جسد الفن الكلاسيكي المواقف الجادة بأسلوب جاد، وعرفت هذه الأعمال بأسم الكلاسيكية الحديثة ، وهي تقليد للفن الكلاسيكي بأسلوب مبتكر ولم يكن الفن الروماني معروفا في ذلك الوقت كحركة فنية بارزة ، حتى قام هؤلاء الفنانون بتقليده ليصبح حركة فنية معروفة.
_ وقد جرت العادة أن نطلق لفظ كلاسيكي علي الشئ التقليدي أو القديم ، بل نطلق هذا اللفظ علي الشخص الذي يتمسك بالنظم السابقة التقليدية دون تغيير أو أضافة، والحقيقة هي أن لفظ كلاسيكية هو مفردة يونانية وتعني "الطراز الأول" أو الممتاز أو المثل النموذجي، حيث أعتمد اليونان في فنهم علي الأصول الجمالية المثالية، فنري في منحوتاتهم أشكالا للرجال أو النساء وقد أختاروا الكمال الجسماني للرجال ، و الجمالي المثالي في النساء.
● رواد المدرسة الكلاسيكية:
ومن أشهر رواد هذه المدرسة " دافنشي ، مايكل أنجلو، نيكولاس بوسان " وفيما يلي سنتحدث عن أشهر رواد المدرسة الكلاسيكية وهو الفنان "ليوناردو دافنشي".
●"ليوناردو دافنشي Leonardo Davinci :
_ لا ترجع شهرة دافنشي إلي مهارته في فن التصوير فحسب ولا إلي براعته بالإضافة إلى ذلك في الهندسة والأبتكار وتصوير مالم تصل إليه البشرية إلا بعد عقود عديدة ، كمظلة الهبوط "الباراشوت" ، والدبابة المدرعة ، والقنابل العنقودية ، والطائرات العادية والعمودية "الهليكوبتر" أيضا وكثير غير ذلك مما تركته لنا أورقة من مبتكرات سبقت عصرها .
بل ترجع شهرته إلي ما وضعه من نظريات جديدة تحدد دور العناصر كالأشكال والألوان في التعبير تبعا لقدرتها علي نقل أنفعالات الفنان إلي المشاهد وتبعا لما أكتسبته من قيم دلالية علي المستوي الإنساني من قديم الزمان ، وقواعد هندسية تتحكم في بناء العمل المصور وفي حركة العين علي سطحه من عنصر ال آخر تبعا لقدرة ذلك العنصر علي الأستئثار بالرؤية لأول وهلة، وقد أرتقت تلك القواعد و النظريات بأعماله الفنية إلي مستوي غير مسبوق ، وقننت لما أعتمد في السابق علي ذوق الفنان وحساسيته البالغة وقدرته الفطرية علي ضبط وأحكام العمل الفني بموهبته وخبرته دون الرجوع إلي قواعد ثابتة أو مقرره من قبل ، وإن رجع الفنان إلي شئ لتوجيهات المعلم الذي تلقي علمه علي يديه وتدرب في مرسمه وهي إما متوارثه أو أكتسبها المعلم هو الأخر من ممن علمه أو اكسبته إياها الموهبة وصقلتها الخبرة الشخصية، لذا فإنها عكست غالبا رؤية أو أتجاه المعلم ولم تكن محسوبة بل كانت تقديرية تقترب حسب ما تنم عليه من مهارة الفنان وقدرته علي إيجاد أتجاه خاص به وأظهار شخصيته المميزة دون أن تطمسها شخصية المعلم الذي تلقي مهاراته علي يديه إلي النسبة أو الدرجه المطلوبة بالقدر الذي يجعل منها لوحة رائعة أو مجرد لوحة تكتسب قيمتها من قدمها وتاريخها وما تنتمي إليه من حقبة زمنيه وما تمثله من مذهب أو أتجاه فني أو من أسم الفنان المبدع ومكانته بين فناني عصره ، لدرجة جعلت منها منهجا سار علي هديه الكثير من الفنانين في عصره ومن بعده ، وبذلك تكون أعماله محصلة لكل ما وصل إليه من سبقه ، ونموذجا لمن حقبه .
ليست هناك تعليقات