الحركة الرومانتية من مذاهب التصوير الحديث

● الحركة الرومانتية 

أنتشرت الحركة الرومانتية الفنية بسرعة مذهلة في ميدان التصوير في البلاد الأوروبية التي قل فيها نفوذ الفن الكلاسيكي الجديد ، فظهرت في أنجلترا بين مصوري الخيال والطبيعة ، كما ظهرت في ألمانيا في صورة إيحاء للفنون الدينية ، وظهرت في أسبانيا في الموضوعات الثورية .

● أنجلترا

في الوقت الذي لم يتمكن المذهب الكلاسيكي الجديد من غزو ميدان التصوير في أنجلترا نجد أن الرومانتية قد لاقت أقبالا شديدا من بعض المصورين الأنجليز ، وساهم في ذلك التطور مصوران من الولايات المتحدة أقاما في أنجلترا وهما "بنيامين ويست" ومن أشهر لوحاته "وفاة الجنرال ولف" والفنان "جون كوبلي" ومن أشهر أعماله وهي واقعة حقيقية حدثت للسيد واطسون وهو يستحم في هافانا وكلف برسمها ، هي "واطسون وسمك القرش" والفنان "هنري فيزولي" الذي تأثر بالعملاق مايكل أنجلو وكان فيزولي معجبا بشكسبير ، ونلاحظ في رسومه التوضيحية للأعمال الأدبية العالمية ، وتتسم بعض أعماله بالميل إلي الخيال والقسوه مثل لوحة "الكابوس" والفنان "ويليام بليك" كان شاعرا ومفكرا عبقريا بالنسبة لعصره ، أهتم بالشعر والخيال المخفي والخيال واللامعقول في موضوعاته ومن أعماله "الكتاب المقدس" و "الكوميديا الإلهية" وأستخدم فيه الألوان المائية كما أستخدم الحفر في توضيح "كتاب أيوب" و "كتاب ياستوراك" ، وقد أستخدم فيزولي الطبع بالخشب في توضيح بعض أعماله ، ولكثرة الأعمال الخيالية أعتقد بعض معاصريه أنه مصاب بمرض نفسي إلا أن هذا الأسلوب الفريد لم ينتشر بعد ذلك.

● ألمانيا

حاولت الحركة الرومانتية الألمانية في أوائل القرن التاسع عشر أحياء فنون الماضي القومية لتنقذ الحاضر الذي كان في أعتقاد الألمان ينقصه الكثير فأشادوا بفن العمارة القوتي المتمثل في الكاتدرائيات ، كما رفعوا من شأن أعمال مصورهم "دورير" ووضعوها في مرتبة فن "رافاييل" ، ولقد أخرجت الحركة الرومانتية حيث برز عدد منهم في النصف الأول من القرن التاسع عشر وتميزوا بموضوعات تتسم بالرقه والشاعريه وقد أعطي حماس الأديب "شليجل" للعصور الوسطي قوة دافعه أدبية للحركة الفنية التي بدأها "أوفربيل" في فيينا عام 1809 بأسم النازيه ، أقام مرسما دينيا في روما في دير سان إيزيدور ، وشملت عددا من المصورين الألمان أمثال "كورنيليوس" و "شنور" وأطلق عليهم النازاريين وكان من ضمن أهداف هذه الحركة أحياء فن "الإفريسكو" ويوضح ذلك اللوحات التي تصور قصة يوسف في مصر والتي كانت تزين قصر بارتولدي ، الذي كانت تشغله أدارة القنصلية الألمانية بروما ، وتعاون في هذا المشروع الضخم كورنيليوس وأفرابيل و فييت وشادو ، ونقلت هذه اللوحات إلي متحف برلين ، ويتضح الأنفهال بالموضوع الديني في لوحة كورنيليوس التي تصور "جوزيف يكشف عن نفسه لأخوته" وبالرغم من أن هذة الحركة لم تنجح جماليا لجديتها إلا أنها كانت إحدي المؤثرات التي أسست مذهب ما قبل الرفاهيه في أنجلترا.

● أسبانيا

ظهرت النزعة الرومانتية في أسبانيا في فترة معاصرة للمصور دافيد زعيم المذهب الكلاسيكي الجديد ، ويرجع الفضل في وجودها إلي المصور "فرنشسكو جويا" بالرغم من أنه تأثر في أوائل حياته بعدد من المصوريين الأسبان الذين سبقوه إلا أنه كون لنفسه أسلوبا خاصا به بعد ذلك وساعده صهره في الحصول علي تكليف من مناسج القصر الملكي بعمل رسوم لأربعين لوحة من المنسوجات الحائطية لتعلق في القصر وتصور هذة اللوحات موضوعات متعددة من الحياة الأسبانية بأسلوب زخرفي يتضح فيه التأثر بفن الروكوكو وبأسلوب المصور الإيطالي "تيبيولي" ، وبدأ رسم لوحات لأفراد الطبقة الأرستقراطية في المجتمع الأسباني وصار جويا المصور الأول للملك شارل الرابع ورسم لوحته الشهيره "عائلة الملك شارل الرابع" و "نساء في الشرفة" وبدأ في رسم لوحات ساخرة بالقلم تهكم فيها علي المجتمع الأسباني ، كما نلاحظ أن رسومه الخرافية التي سيطر عليها الخيال مثل "ساتون يأكل أحد أولاده" ، وقد تردد كثيرا من مؤرخي الفنون في وضعه بين فناني المدرسه الرومانتية ، وعلي العموم لا يمكن أن ننكر أعماله التي قد ساهمت بقدر كبير في تأسيس الفن الحديث.