الكلاسيكية الجديدة_جاك لويس دافيد
● الكلاسيكية الجديدة
هي حركة فنية تعبر عن تحول طبيعي إلي فنون الأغريق القديمة لمواجهة مطالب النظام الجمهوري بعد قيام الثورة الفرنسية، حيث ظهر الفن الكلاسيكي الجديد وتعتبر بداياته رد فعل لتلقائية الروكوكو .
● أهم القواعد التي تتبعها الكلاسيكية الجديدة وتلتزم بتطبيقها
- نبل الموضوع : أن يكون الموضوع نبيلا خاليا من العواطف ، حيث يصور الموضوع موقفا أسطوريا أو يصور الألهه الإغريقية أو الأبطال القدامي أو الملوك ، غير أن الواقع وحياة الناس العاديين تمثل خروجا عن نبل الموضوع الكلاسيكي.
- تجنب الجانب العاطفي : يجب ألا تظهر العواطف والأنفعالات العنيفة ، ولا يجوز أن تظهر الوجوه وحليها تعبيرات الخوف أو الفرح أو الجزع أو النشوة ، وأنما لابد أن تكون رصينة ووقورة وهادئة ، ولا يكون تعبير الأجسام عنيفا كما يوجد في مشاهد الحرب ، ويمنع التصوير مشاهد العنف أو القتل فلا يجب أن توجد ذراع مبتورة أو رأس مفصولة عن الجسد أو ما إلى ذلك.
- مثالية الهدف : وهي تعتبر من الأعمال الفنية من العظمة أو الجمال ، وفي سبيل ذلك يتم تحوير الطبيعة وتحسينها حتى تبدو مثالية ، وقد أتخذوا من مقايس جسم الإنسان الرياضية فمثل في التماثيل الإغريقية و الرومانية مثلا أعلي للجمال .
- طريقة الرسم : لابد الألتزام بقواعد علم المنظور الهندسي التي تجعل الأشياء و الأشخاص في الصورة بعضها وراء بعض بمنطق سليم فيظهر الكبير في المقدمة والصغير في الخلفية ، وتتجمع الخطوط المحورية للمباني في نقطة زوال الأفق .
● جاك لويس دافيد
يعتبر دافيد زعيم مذهب الكلاسيكية الحديثة وأحد عظماء الفنانين الذين أنجبتهم فرنسا ، بالرغم من أن نشأته الأولى كانت بين مصوري مذهب الروكوكو ، إلا أنه صار بعد فترة قصيرة زعيم المذهب الكلاسيكي الجديد ، وفرض مذهبه علي المصوريين في فرنسا بعد أن تولي قيادة الفنون بها ، أنضم إلي مدرسة الفنون الملحقة بالأكاديمية وهو في الثامنة عشر ، وتقدم عدة مرات للفوز بجائزة روما إلا أنه لم يتمكن من الحصول عليها إلا بعد تعرفه علي "فراجونار" الذي عمل معه لفترة ، تغيرت نظرة دافيد إلي الفن بعد سفره إلى روما وإقامته هناك ثلاث سنوات نقل خلالها من الفنون الكلاسيكية ذات الجمال المثالي ، كما كشف له الفيلسوف "كاترمير" عن الجمال في الفنون الإغريقية ، وبعد عودة دافيد إلي باريس أراد الرجوع بالتصوير الفرنسي إلي المرحلة التي كان بوسان قد انتهي عندها في موضوعاته الكلاسيكية فأتجه إلي التصوير التاريخي ، وسنحت له الفرصة الذهبية عندما كلفه المشرف علي المباني الملكية برسم لوحة له أختار لها موضوعا تاريخيا يتعلق بواقعة وطنية رومانية هو "قسم الأخوة هوراس" ، وفي فترة رسمه لهذه اللوحة وجد دافيد أنه لن يتمكن من التعبير عن الرسالة الكلاسيكية إلا في روما الحافلة بمثل هذة الآثار ، وعند عرضها بمرسمه في روما أثارت الأهتمام ، كما جذب موضوعها الوطني الذي يتعارض مع نعومة ومرح طراز الروكوكو ونالت أعجاب الجمهور الساخط علي طبقة النبلاء والملوك وزادت شهرة هذة اللوحة عندما أقتناها لويس السادس عشر في أواخر حكمه.
أتجه دافيد إلي رسم لوحات إعلامية تسجل ضحايا الثورة الفرنسية ، وأشهر هذه اللوحات صورة "موت مارا" ، أهتم دافيد برسم لوحات شخصية و رسم عدة لوحات دقيقة معبره لبعض الشخصيات الفرنسية ، وأشهر هذه اللوحات صورة "مدام ربكاميه" ، ويتجلي ولاء دافيد لعاهله في لوحة "تتويج نابليون" بالرغم من أن بعض النقاد أتهم دافيد بإشاعة الجمود في فن التصوير من خلال المذهب الكلاسيكي الجديد ، إلا أننا لا ننكر أنه أحد عمالقة الفن الفرنسي الذين خلقوا ثورة في التصوير الفرنسي ، كما أسس الكلاسيكية الجديدة التي أخرجت كثير من الفنانين البارعين .
ليست هناك تعليقات