مذاهب التصوير الحديث
● مذاهب التصوير الحديث
إن أستيعاب لوحة حديثة والأستمتاع ببنائها التشكيلي من خلال أدراك قيمها الجمالية يشبه تماما محاولة الإستمتاع بأغنية تغني بلغة أجنبية غير مفهومة ، لحنها مستهجن لم تعتد الأذن علي أستساغة إيقاعه المنتمي لثقافة مختلفة ، وهي عملية تبدو شاقة وعسيرة علي الأنسان في البداية نظرا لمنهج التناول التلقائى غير الصحيح بحكم العادة ، الذي يزيد من صعوبة إدراك عناصر الجمال بدلا من أن ييسر أستيعابها ف المسأله علي العكس من ذلك بسيطة وسهلة مالم يجهد الإنسان نفسه في محاولة فهم معاني الكلمات أو في قياس اللحن علي أنماط معروفة لديه ومقارنة بما أعتاد سماعه وآلفته أذنيه ، ففي الحالتين سيجد إنه أصدر حكما مسبقا دون أن يترك ذلك إلي وقت الأنتهاء من أستيعاب التجربة ، وقد يقول قائل أنه حتي وإن أستطاع ان يعزل إدراك المعني عن أستيعاب القيم الجمالية وتلك في حد ذاتها عملية ليست باليسيرة ، ثم نجح في الأستمتاع بالبناء الجمالي للأغنية خالصا وحده فإن إستمتاعه سيكون ناقصا عن قرينه الذي يعرف اللغة ويستطيع بالتبعية ان يجمع بين الأدراك الحسي والموضوعي ، اي بين المحتويين الشكلي والمعنوي للعمل الفني إلا أن هذة النتيجة التي تبدو منطقية غير صحيحة في الواقع ، فحتي هذة الحالة يحتاج المتلقي إلي دربة ووعي حيث كثيرا ما يشغل المتلقي إدراكة لمعاني الموضوع عن الصياغة البنائية للشكل ، فيكون إدراكه ناقصا بل كثيرا ما يحتاج الشخص المدرب الواعي لمراجعة العمل الفني مرتين يركز في كل مرة أهتمامه علي أحد الجوانب ليدركه مفصلا إدراكا تاما ، فإن تعرض للعمل مرة ثالثة أدركه شاملا و تمكن من معايشته والأستمتاع به وهذا ما يفعله بعض النقاد للحكم علي عمل فني نقديا .
وذلك إن الأستمتاع بالحوار الجدلي بين الألوان الموزعة في مساحات أشبه بالبقع التي يمكن تسميتها نظرا لأختلاف وعدم أنتظام حدودها الخارجية ، مما لا يجعلها تندرج تحت أي مسمي شكلي معروف ومن ثم لا تحمل أي دلالة موضوعية ، هي عملية معتادة يقوم بها المرء غالبا دون مشقة ولا يوجد فيها أي غضاضة مادامت تلك الألوان لم تكن علي سطح لوحة فنية علي وجه التحديد ، فنحن كثيرا ما نقوم بإنتقاء تصميم هندسي لبعض المساحات الملونة المجردة التي لا تعبر عن موضوع بعينة بل ولا تحاكي أي شئ في الطبيعة ، كالمثلث والدائرة والمربع والمستطيل لقماش الستائر والتنجيد أو لأغطية التخوت دون أن تحمل أي دلالات موضوعية ولو حتي رمزيا ونقول لمن نرية أياها ، أتري كم هي رائعة تلك الألوان ؟ فيقف مبتعدا منها ليتمكن من أستيعاب تلك الألوان كأي ناقد محترف قائلا نعم فعلا ما أبدعها من ألوان تري أين عثرتم علي تلك القماشة الرائعة ؟!
فلم لا نعتبر اللوحة تصميما يصلح للطبع علي ستارة أو قماش للمفروشات ولا نحاول أن نفرض عليه تفسيرا أجباريا لكي نرضي ذواتنا ؟
ونعتبر ان العلاقة بينهما علاقة أشبه بالعلاقة الحسابية التي نراها بين أطراف المعادلة ، لا كالعلاقة بين الأسم والفعل والصفة في جملة منطوقة أو مكتوبة .
لا شك أننا لو حاولنا فنكون قد وضعنا أقدامنا علي أول الطريق الصحيح للاستمتاع وأستيعاب الأعمال التشكيلية الحديثة ، إذا فشرط أستيعاب العمل التشكيلي بطريقة صحيحة بفرض علي راغب ذلك .
أولا/ التوقف عن محاولة ترجمته إلى جملة حوارية ذات مضمون بلاغي تعبر عن موضوع إنشائي ، أو تحاكي واقعا مرئيا لا يتطلب تسجيله فوتوغرافيا نفس القدرة من التكاليف والجهد .
ثانيا/ إدراكه في نطاق بيئته الزمانية والمكانية التي أفرزته والتوقف عن تعميم نظريات شاملة علي نشاط إبداعي يسودة غالبا أسلوب فردي ووجهة نظر خاصة .
ومن هذة الحركات الحديثة
الكلاسيكية الجديدة
الحركة الرومانتية
الحركة الواقعية
الحركة التأثيرية
وسوف نتناولهم في مقالات مفردة لاحقا.
ليست هناك تعليقات