ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

التصوير في عصر النهضة

التصوير في عصر النهضة



_ مر التصوير كغيره من الأداب والفنون بحقبة طويلة في دول أوروبا خاصة إيطاليا وهو يدور في فلك واحد ، أقتصر خلالها على خدمة الأغراض الدينية ملبيا كافة توجيهات الكنيسة ، موفيا لاحتياجاتها إلي الحد الذي وصل به لتغير الأتجاة والأسلوب والخامات المستخدمة لكي يلائم احتياجاتها ويخدم أهدافها فقط،  وتبعا لما يمليه النمط الذي يفرضه بناؤها فعندما أرتفع البناء بالسقف لإكساب الكنيسة مهابه وجلالا وكثرت القباب والزخارف،  فقد أتجهت فيها أعمال التصوير إلي الإفراط في توظيف اللون الذهبي للتعبير عن القداسة ولإعطاء جو من المهابة و الاحترام.

_ عقب ذلك اشتدت الهجرة من الريف إلى المدينة في القرن الرابع عشر الذي أعتبر قرنا أنتقاليا ساده التوتر وعدم الأستقرار وتخلت اللوحات عن المثالية المفرطة إلي حد البعد عن الواقعية في تمثيل الشخصيات الدينية،  فرسمت العذراء بوجه ممكن أن تحمله أي مرأة عادية لأول مرة و ظهرت على هذا الوجه الإنفعالات الإنسانية بعد أن كان جامد يخلو من أي أنفعال فيما قبل تميزها للشخصية الدينية عن كل ما هو دنيوي بشري كلوحة "العذراء فوق عرشها تحمل يسوع الطفل" ل "جوتو" ، والتي بدت ملامح العذراء فيها إنسانية عادية و إن لم تتخل عن وقارها ولم تفقد هيبتها وما يحيط بها من جلالة ورهبة

_ وأقترب أسلوب التصوير إلي حد ما من الأسلوب الكلاسيكي اليوناني والروماني بالتدريج بالرغم من أحتفاظه بالطابع الديني،  ومن ثم أصبحت الأعمال الفنية للقرن الرابع عشر منتمية مدرسيا ومذهبيا من ناحية الأسلوب والأتجاة العام إلي فن العصور الوسطى ، وخاصة بظهور الفنان "جوتو" عام (1266_1337) الذي تميز أسلوبه المقترب في خصائصه من فن النحت وخرج بفن التصوير عن جموده بما أكسبه أياه إحياء يشعر المشاهد أن السطح الذي يراه مجسما يمكن لمسه وإدراك أستدارته وبروزه باليد بخلاف أسلافه البيزنطيين.

_ شهد القرن الخامس عشر في إيطاليا توطيد سمات عصر النهضة التي بدأت في الظهور في القرن السابق ، ذلك أن إيطاليا التي كانت قلب الإمبراطورية الرومانية لم تخلو منطقة فيها من أطلال الآثار الإغريقية و الرومانية التي أحتفظت بروح المثالية الجمالية والعلاقة المتناغمة البالغة الدقة والنسب تلك التي أعتبرها الفنانون نسبا ذهبية.




التصوير في عصر النهضة "لوحة العشاء الأخير



_ وتعني كلمة نهضة التي ألصقت بهذا العصر"البعث والإحياء" ذلك لأنها لم تشمل الفنون وحسب ، وإنما عمت أنشطة الحياة كما أعتبرها الإيطاليون محاولة للصحوة وإحياء مجد روما القديم وخاصة بعد أن رسخت أمبراطوريتهم العظيمة تحت قرون من التخلف والأضمحلال بعد أن أصابها التفكك عقب غزو القبائل الجرمانية لها، ومدينة "فلورنسا" لها فضل كبير في تلك النهضة يزيد عن الفضل الذي ينسب لباقي مدن إيطاليا  ، حيث ألتف حو أمرائها الكثير من رواد تلك النهضة الجديدة .

_ ولعل من أهم رواد القرن الخامس عشر الفنان المعروف "مازاتشيو" صاحب لوحة " طرد آدم وحواء من الجنة "،  و"أنجيليكو" بأيقوناته  ، والفنان الكبير الذي أبدع لوحة "العشاء الأخير" وأشتهرت لوحته "الموناليزا" كما لم تشتهر لوحة قط من قبل أو من بعد " دافينشي" ، والفنان الحالم الشاعري "بوتتشيلي" الذي تزخر لوحاته بجنيات الأساطير وملائكة السماء جنبا إلي جنب مع القديسين والعذراوات و الفاتنات وأطفال جان الغاب ذوي القرون والسيقان المشابهة لسيقان الماعز الساتير وآلهه الإغريق ووحوشهم التي تجمع بين البشر والحيوان كال "القنطورس" .     

ليست هناك تعليقات